مونيكا اليابانية...أرشدني قلبي إلى الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم،،،



نشأتُ في أجواء اليابان المتقدمة تكنولوجيًّا، وعشت حياة مسالمة مستقرة، ونعمت بعائلة عطوفة، وتوافرت لي سبل النجاح في دراستي وعملي، كل الطرق كانت مفتوحة أمامي لأستمتع بحياة مريحة ومرضية.
كانت عائلتي تدين بالديانة البوذية مثل كثير من اليابانيين، لكن ارتباطي بالبوذية كان ضعيفًا منذ أيام طفولتي المبكرة، ولم يكن والداي يكترثان لإخلاصي لها. مع ذلك ومنذ أيامي المبكرة، كانت تدور في عقلي أسئلة تتعلق بالكون والوجود والحياة، وقد ظلت هذه الأسئلة تراودني حتى بلغت سن العشرين، حينما أنهيت دراستي الجامعية وبدأت أعمل وسط الغيوم مضيفة طيران في الخطوط الجوية اليابانية. أمِلْتُ أن أجد السلام والهدف من خلال العمل، لكن على العكس من ذلك استمر وجود فراغ في حياتي، كان هنالك شيء ما مفقودًا ورجوت متحرِّقة أن أكتشف ماهو.
لقد شاء الله، مدبر الأمور، أن أعمل في عام 1988م مترجمة في وفد ياباني إلى وكالة سياحة في مصر لمدة عام. ومن خلال زملائي الجدد، عرفت الإسلام. وبعد إكمال عام في لخارج، عدت إلى اليابان وقررت أن أدرس الإسلام لعلِّي أعثر على إجابات للأسئلة التي لازمتني طوال حياتي.
لم تكن المعلومات التي استخلصتها سابقًا عن الإسلام من المدرسة والتلفاز محدودة جدًّا وحسب، وإنما كانت مشوَّهة تشويهًا بالغًا. وحالي هي حال معظم الشعب الياباني الذي يقرأ ويسمع فقط عن العنف الذي تحمله كلمة (مسلم).
حينما عدتُ إلى اليابان، ذهبت إلى (المركز الإسلامي) في طوكيو، وطلبت نسخة مترجمة من القرآن الكريم إلى اليابانية. وتكررت زيارتي إلى المركز لثلاث سنوات، حيث درست الإسلام مع باحثين محليين. مع مرور الوقت، ازداد فَهْمي وإعجابي بالإسلام على نحو رائع. وقدَّم لي هذا الدين البهيُّ إجابات عن الأسئلة الفلسفية التي كانت تلاحقني لسنوات طويلة.
كان لوضع المرأة في الإسلام أثر قوي في نفسي؛ فالمرأة المسلمة مصونة ومكرَّمة، ومشاعرها وعقلها وعفافها كل ذلك محترم أكثر بكثير مما كنت أتخيل سابقًا. بدأت أنفرد بنفسي وأسأل الله أن يهدني إلى لحقيقة، وأن يعلمني إياها. وشرعت أتأمل العالم المخلوق لأرى يد الله فيه. تأملت الأشجار والأزهار والطيور والحيوانات، وتأملت في إبداع الخلْق وفي التوازن المسيِّر لهم.
شعرت أن لله كتابين: كتاب ناطق هو القرآن الكريم، وكتاب صامت اتخذ شكل الكون وعجائبه وجلاله.
وهكذارأيت الله في إبداعه، وهداني قلبي وإحساسي إلى الإسلام. شعرت بنور الله يملأ قلبي،واجتاحتني سعادة غامرة لمَّا ازداد إيماني وشعرت كما لو أن الله كان معي في كل لحظة.
وكانت إرادة الله، مدبِّر الكون، أن أعمل مضيفة من خط طيران من وإلى إندونيسيا لفترةعام. سحرتني أخلاق الشعب الإندونيسي، والتزامه بالقرآن في حياته اليومية. وساعدني الإندونيسيون الذين صادقتهم في فهم الإسلام بشكل أفضل وفي تزايد حبي له.
واجهت صعوبات عديدة مع عائلتي، لكني صممتُ على أن أكون مسلمة على الرغم من كل العقبات التي تعترضني. وشرعت في تأدية الصلوات الخمس في وقتها المحدد، وبذلت جهدًا كبيرًا في حفظ آيات من القرآن؛ لأتمكن من أداء الصلاة على الوجه الصحيح.
وفي عام 1991م، سافرت إلى مصر لأعلن جهارًا اعتناقي الإسلام في جامعة الأزهر الشهيرة. ووجدت عملاً في مصر لأعيش فيها، وبعد فترة قصيرة تزوجت من رجل مصري مسلم. بقيت في مصر، وبعد فترة أنعم الله عليَّ بطفلة جميلة سميتها مريم - الاسم المؤنث الوحيد الذي ورد بشكل خاص في القرآن.
الحمدلله، إني أعيش اليوم حياة سعيدة مع ديني الجديد وعائلتي الجديدة المسلمة، وأبذل كثيرًا من الوقت والجهد في حفظ القرآن، وحينما يسنح الوقت، نتدارس أنا وزوجي القرآن معًا ونقرأ معًا بعض النصوص الإسلامية. آملُ ذات يوم أن أُرشد عائلتي إلى الإسلام إن شاء الله قريبًا.
يفتقد الشعب الياباني عمومًا جزءًا كبيرًا من الحياة السعيدة رغم حضارته المتقدمة تكنولوجيًّا. وأعتقد أن أعدادًا ضخمة منه ستدخل الإسلام إنْ توفَّر لها الفهم الصحيح. إنه يبحث عن مثل تلك الأجوبة، وما من شك أنه بحاجة كبيرة إليها.


كتاب هكذا أسلمت
هالة صلاح الدين

أكمل القراءة

قصة اسلام الطبيب فوتاكي

 بسم الله الرحمن الرحيم،،،



فوتاكي (Votaki) هو طبيب ياباني، اعتنق الإسلام وعمره سبعة وستين عامًا، ذو شخصية اجتماعية محببة وجذابة، يؤثر في كل من له صلة به، أما ديانته قبل الإسلام فكانت البوذية، وكان مديرًا لمستشفى كبير في قلب مدينة طوكيو (عاصمة اليابان)، وكانت هذه المستشفى عبارة عن شركة مساهمة يملكها عشرة آلاف شخص، ولقد أعلن الدكتور فوتاكي منذ إسلامه أنه سيعمل كل ما في وسعه لإدخال العشرة آلاف مساهم في حظيرة الإسلام.
وكان الدكتور فوتاكي -إضافةً إلى عمله مديرًا لمستشفى- رئيسًا لتحرير مجلة شهرية يابانية تُدعى (سيكامي جيب) في عام 1954م، وكان مهتمًّا بقضية القنبلة الذرية التي أُلقت على اليابان وتأثيرها، وحاول جمع التبرعات لذلك، ولما فشل في ذلك انتزع ستين مليون ينّ ياباني من عشر شركات يابانية؛ وذلك بعد تهديدها بنشر أخبار سرية تؤثر على مصالحها، وبعد محاكمات طويلة حكم عليه بالحبس ثلاث سنوات، كما سحبت رخصته الطبية.

قصة إسلام شوقي فوتاكي:
كانت بدايته مع الإسلام عندما دخل السجن، وبدأ يقرأ عدّة كتب فلسفية وسياسية وروحية، فبدأت فكرة الوحدانية تتفاعل في نفسه، وتأصلت هذه الفكرة لديه عندما اتصل بعدد من الشخصيات الإسلامية، من بينهم رجل مسلم يُدعى (أبو بكر موري موتو) الرئيس السابق لجمعية مسلمي اليابان، الذي كان يقول له: "كلما زاد عدد المسلمين في العالم انتهت مشكلة المستضعفين في الأرض؛ لأنّ الإسلام دين محبة وإخاء".
بعد أن وجد فوتاكي طريق الهداية في الإسلام، قرَّر هو وابنه وصديق آخر اعتناق الإسلام، وأعلنوا إسلامهم في المركز الإسلامي بطوكيو.

إسهامات شوقي فوتاكي:
يعتبر إسلام شوقي فوتاكي إيذانًا بإسلام اليابان كلها! ولكن لماذا يعتبر إسلامه تحولاً كبيرًا في اليابان؟
لأنَّ هذا الرجل أعلن فور إسلامه عزمه على نشر الإسلام في اليابان كلها؛ فبعد إسلامه وفي شهر مارس 1975م جاء على رأس ثمانية وستين شخصًا ليعلنوا إسلامهم في مسجد طوكيو، وأيضًا قام بإنشاء (جمعية الأخوة الإسلامية).
إضافةً إلى أنه في 4/ 4/ 1975م جاء مسجد طوكيو على رأس مائتي شخص ياباني أعلنوا إسلامهم، وهكذا أخذ الدكتور شوقي فوتاكي يقود إخوانه اليابانيين للدخول في دين الله أفواجًا، حتى بلغ عدد أعضاء جمعية الأخوة الإسلامية التي يرأسها من هؤلاء المسلمين الجدد ما يقارب العشرين ألف مسلم ياباني، وكان ذلك في أقل من عام واحد.
لذلك يعتبر إسلام شوقي فوتاكي نقطة تحول في تاريخ اليابان، بل في تاريخ منطقة جنوب شرق آسيا بأسرها.
غير أن هناك ظاهرة برزت بين أولئك الذين لا يجيدون اللغة العربية، ولا يعيشون في بلاد المسلمين، وهي بعض الشوائب من أثر الجاهلية؛ فلقد كان الدكتور شوقي فوتاكي يتساهل مع المسلمين الجدد من أفراد جمعيته الإسلامية في مسألة تحريم لحم الخنزير وشرب الخمور، ربما له بعض العذر في جهله، وربما كان يريد أن يأخذهم بالتدرج. ومن ثَمَّ فعلى الدول الإسلامية -وفي مقدمتها الدول العربية- أن تبعث بالدعاة لهذه البلاد

 موقع قصة الإسلام
أكمل القراءة

دور العلم في نهضة اليابان

بسم الله الرحمن الرحيم،،،




كانت الضربة القاصمة التي تلقتها اليابان في الحرب العالمية الثانية وأدَّت إلى استسلامها وهي في حالة انهيار كامل؛ إذ خلَّفت الحرب وراءها سبعة ملايين عاطل، ومسحت من على وجه الأرض تمامًا رُبُعَ الطاقة الصناعية، وخرَّبت كل المدن الرئيسية تقريبًا، وذلك بجانب الكارثة الإنسانية التي سببتها قنبلتا هيروشيما وناجازاكي مِن قتلى وجرحى وتلوثٍ بيئيٍّ وإشعاعي، كانت هذه الضربة كفيلةً باختفائها كدولة، ونهاية دورها إلى الأبد.
ولكن اليابان أبت إلا أن تضرب المثل لكل دول العالم، وتعلمها معاني العزيمة والإصرار، وتلقِّن الجميع درسًا في التخطيط الدقيق والمثابرة حتى تحقيق الأهداف، كما أوضحت تجربة اليابان بما لا يدع مجالاً للشك الدور الذي يمكن للعلم أن يؤديه في حياة البشر. وللحق فإن اهتمام اليابان بالعلم والأخذ بأسباب التطور يسبق الحرب العالمية الثانية بسنوات طويلة، مع اعترافنا بأن هذه الأزمة هي التي فجرت طاقات الشعب الياباني ودفعته إلى الانتصار على الجميع حتى على نفسه، إلا أن النهضة العلمية اليابانية قد نضجت ثمارها قبل ذلك بكثير، فمنذ القرن التاسع عشر واليابان تمتلك سكك حديد وخطوط برق، وصناعة حديثة خاصة الصناعات الثقيلة الأساسية كالتعدين وصناعة الصُّلب وبناء السفن لسد الحاجات العسكرية، وصناعات خفيفة واعدة كصناعة المنسوجات، مع قاعدة عريضة من الأيدي العاملة الماهرة، والكثير من الخبراء الأجانب الذين استقدمتهم اليابان بهدف نقل التكنولوجيا المتقدمة، ومنذ عام 1870م ظهرت آلات الغزل الميكانيكية الحديثة في المصانع اليابانية، وغيرها الكثير من وسائل التكنولوجيا الصناعية الحديثة، وبدأت عجلة التنمية اليابانية في الإسراع وأصبحت اليابان قوة ناشئة وواعدة، وقد بلغ هذا التطور ذروته في عام 1913م.
وقد اعتمدت النهضة العلمية باليابان خلال هذه المرحلة على ثلاثة أعمدة رئيسية:
- 1
الاستعانة بالعلماء والمعلمين الأوربيين سواء كانوا أعضاء البعثات التبشيرية أو العلماء المتخصصين في اللغات الأوربية، وخاصة اللغتين الهولندية والإنجليزية، كما دُعِيَ إلى اليابان الخبراء الفنيون من كل الدول المتقدمة، وقد حملت السفن القادمة إلى اليابان مئات المعلِّمين والمستشارين والفنيين الأجانب، وقد خصصت الحكومة اليابانية لهؤلاء الخبراء الأجانب في مجال التعليم إلى جانب المبعوثين اليابانيين في الخارج ما يوازي 30% من ميزانية وزارة التعليم اليابانية في ذلك الوقت.
- 2ترجمة الكتب الأجنبية إلى اللغة اليابانية، وإنشاء المدارس الحديثة، وكانت أهم الكتب التي نقلت العلم إلى اليابانيين مؤلفات كل من جان جاك روسو، وهيوم، ودستوفسكي، وتولستوي، وغيرهم من كبار المفكرين العالميين في ذلك الوقت، والذين ساعدت أفكارهم في زيادة وعي اليابانيين بأحوال العالم المحيط بهم.
- 3إرسال البعثات اليابانية إلى الدول الأوربية المتقدمة لينهل أفرادها من العلوم الحديثة، وكانت وزارة التعليم تدقق في اختيار أعضاء البعثات من أفضل العناصر الوطنية، وكانت معظم هذه البعثات يتم إرسالها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وإلى بعض الدول الأوربية مثل ألمانيا وفرنسا، وعندما شعر قادة الإصلاح الياباني أن أسلوب التربية الألماني الذي يركز على الجوانب الخلقية - التي تؤمن بأن هدف التعليم خلق الإدارة المستنيرة التي تميز بين الصواب والخطأ - هو ما يناسب الطبيعة اليابانية الاجتماعية، بدأت المناهج الألمانية تحل محل المناهج الأميركية على يد أعضاء البعثات اليابانيين.
أما عن التعليم الجامعي في اليابان خلال تلك الفترة، فقد تم إنشاء العديد من المعاهد والكليات العليا حتى عام 1877م الذي تجمعت فيه هذه المعاهد والكليات فيما عُرِفَ بجامعة طوكيو الإمبراطورية التي ضمت كليات الآداب والعلوم والحقوق والطب والهندسة، ثم افتتحت عام 1897م جامعة «كيوتو»، وفي عام 1900م تأسست أول كلية لتعليم اللغة الإنجليزية للبنات، وفي نفس العام أدارت الدكتورة «يوشيو كايابوي» - كأول طبيبة يابانية - أول كلية طب للنساء.
وبذلك طوَّرت اليابان نظامها التربوي، واستطاعت في زمن قصير أن تسد الفجوة التي كانت تفصل بينها وبين الدول الأوربية في مجال العلم، وقد حدث ذلك بسبب إيمان اليابانيين بأن نقل العلم والتكنولوجيا مع أهميته إلا أنه لا يتعدَّى كونه مرحلة أولى يجب أن تتبعها مراحل وخطوات، وكانت الخطوة التالية هي إعداد كوادر علمية وطنية يمكن الاعتماد عليها في بناء الدولة اليابانية الحديثة، وبالفعل أعادت الحكومة اليابانية النظر في نُظُم التعليم اليابانية بحيث تترسَّم خطى أحسن النظم التعليمية الأجنبية، فاستدعت الحكومة الإمبراطورية عددًا كبيرًا من رجال العلم الأجانب للإسهام في إنشاء المدارس والجامعات لجميع الطلاب، وأرسلت البعثات العلمية إلى الخارج للتخصص، ثم استقبلت اليابان مبعوثيها في الخارج ليشاركوا في النهضة التعليمية في البلاد، وليقوموا بالتدريس في المدارس الجديدة.
ولعل هذه النبذة من التاريخ الياباني الحديث تساعدنا على فهم المعجزة اليابانية، وما نقصده بالمعجزة هو ما فعلته اليابان بعد كارثة الحرب العالمية الثانية، إذ عادت لتبدأ من الصفر بل وأقل من الصفر لتصبح رقمًا صعبًا ومثلاً يُحتَذَى به في التقدم والعلم والرخاء.
لقد قامت اليابان بتقليد الغرب في بادئ الأمر، ثم ما لبثت أن سبقته وتفوقت عليه، فقد نقلت عنه أحدث نظرياته العلمية، ثم بدأت في تأصيل نفسها في العلوم والتكنولوجيا؛ فكثفت جهودها في برامج البحث والتطوير لتخرج جيشًا كبيرَا من العلماء في إطار ما سُمِّيَ «بالتفوق السَّلمي»، واستند اليابانيون إلى نظام تعليمي غاية في الدقة يدعمه حُبٌّ أصيل لنقل العلم والمعرفة كامن في الشخصية اليابانية، وإلى جانب تخريج العلماء والباحثين من المهندسين ركزت اليابان في المقام الأول على مرحلة التعليم الأساسي باعتباره المستودع الأول لإمداد الدولة بكوادرها الفنية والأكاديمية، وحقيقة الأمر فإن اندفاع اليابانيين لتوسيع نطاق التعليم وتجويده كان بنفس اندفاعهم لزيادة ناتجهم القومي، ففي عام 1955م كان نصف الشباب الياباني بالكاد يدرس في مرحلة التعليم الثانوي، ونسبة أقل من 10% يستكملون التعليم فيما بعد المرحلة الثانوية، وعند حلول السبعينيات صار أكثر من 90% من كلا الجنسين يُتِمّون مرحلة تعليمهم الثانوي مقارنةً بنسبة 80% للشباب الأميركي، وفي عام 1975 على سبيل المثال كان 97% من الطلبة اليابانيين الذين التحقوا بالتعليم الثانوي قد أتموا دراستهم فيه ليلتحقوا بالتعليم العالي.
والأمر المثير للإعجاب أن الطلبة اليابانيين لا يكتفون بمجرد الحضور في الفصول المدرسية، بل نجد ما يزيد على نصف الشبان اليابانيين يلتحقون لبعض الوقت في مدارس تكميلية خاصة بالتوازي مع دراستهم في المرحلتين الابتدائية والثانوية لمزيد من التدريب، وهذه المدارس التكميلية لها أشكال وأحجام متعددة، والهدف منها تحسين الفرص أمام الطالب للدخول في مسابقات تعقدها المدارس ذات الشهرة في مستوى تعليمها والتي يتوق الطلاب إلى الانتساب إليها، وقد أصبح نظام المسابقات هذا سمة معروفة في نظام التعليم الياباني، واللافت للنظر أن هذه المسابقات تهدف إلى قياس مدى المعلومات المكتسبة تأسيسًا على فرضية تلقى قبولاً عامًا في اليابان، وهي أن النجاح لا يعتمد على الإمكانات الفطرية للطالب ولا على مدى استعداده العام، ولكن يعتمد بالأحرى على مدى استخدامه لهذه الإمكانات الفطرية في الدراسة المنتظمة، حيث إنه من وجهة النظر اليابانية ليس هناك سوى طريق واحد لتحقيق الفوز هو الاستذكار والاجتهاد في تحصيل العلم.
والجدير بالملاحظة أن الطالب الياباني يحضر في المدرسة ما يزيد عن الطالب الأميركي بمقدار الثلث؛ فهو يحضر بالمدرسة 240 يومًا في السنة في حين يحضر الطالب الأميركي 180يومًا فقط، أيضًا من السمات المميزة لنظام التعليم الياباني هو أن المدارس اليابانية تُشتَهَر بحرصها المفرِط على احتواء الطلاب، وغير مسموح فيها بأي نسبة تَفَلُّت أو تسرُّب تعليمي في أي مرحلة من المراحل، أو أية فرقة من الفرق، رغم أن ذلك يشكِّل عبئًا إضافيًا على معلميها، ونجد الأميركيين مثلاً أكثر استعدادًا للقبول بحرمان الطلبة المتعثرين من التعليم في حين يبذل المدرس الياباني قصارى جهده ليطمئن إلى أن كل طالب من طلابه قد حقَّق مستوى تعليميًّا مطمئنًا قبل نهاية العام الدراسي، ويلجأ المدرس في هذا الخصوص إلى حشد جهود أولياء أمور الطلبة المتعثرين لمساعدة أبنائهم؛ وذلك لأن المدرس الياباني يعتبر نفسه ليس مسئولاً فقط عن تقديم المادة العلمية للطالب، وإنما مسئول – أيضًا - عن التأكد من أن الطالب قد استوعب علومه بالفعل.
ولاشك في أن اهتمام دولة اليابان بصفة رسمية وجموع المواطنين بصفة شعبية بالعملية التعليمية قد أثَّر بشكل مباشر في تقدُّم العلم، وأدَّى إلى انتشار المراكز البحثية في اليابان بشكل ملحوظ، فقد كان لزيادة عدد الجامعات والمدارس أثره في إعطاء الفرصة للعلماء أن يواصلوا أبحاثهم ودراساتهم في شتى المجالات، كما أننا لا نستطيع إغفال دور الحرب العالمية الأولى في تقدم العلوم وذلك لشعور اليابانيين بأن عليهم بذل قصار جهدهم من أجل أن تقف بلادهم في مصافِّ البلدان المتقدمة، ففي مجال العلوم التطبيقية والطبيعية واصل العلماء عطائهم الذي بدأوه في هذه المرحلة التاريخية.
ولعلّنا نخلص بنتيجة في نهاية كلمتنا الموجزة عن دور العلم في بناء النهضة اليابانية، وهذه النتيجة تتلخص في أن دور العلم ظل بارزًا طوال مراحل التاريخ الياباني الحديث.
كما بينَّا أن الاهتمام بالتطوير والتجديد التكنولوجي كان أمرًا يشغل بال القائمين على الصناعات اليابانية منذ القرن التاسع عشر، فكثير من براءات الاختراع والأساليب التكنولوجية الأحدث كانت اليابان تستجلبها من الخارج بصفة مستمرة في تلك الآونة مع سعي متواصل لصنع منتجات يابانية بتصميمات جديدة.. ثم تضاعف اهتمام اليابان بالعلم ووصل ذروته خلال الفترة التي تبعت هزيمتها في الحرب العالمية الثانية عام 1945م في محاولة جادة للنهوض وإثبات الوجود، وقد نجحت اليابان في تحقيق هدفها بكل تأكيد، ففي خلال النصف الثاني من الستينيات تجاوز الناتج القومي لليابان نظيره في كل من الدول الصناعية الكبرى في غرب أوربا، وغزت صادرات اليابان أسواق الدول الصناعية الكبرى، بدءًا من الصُّلب، والسفن، مرورًا بالمركبات، والآلات والمعدات، وانتهاءً بالإلكترونيات التي تفوقت على مثيلاتها في كل دول العالم، وسيطر المنتج الإلكتروني الياباني على أسواق المستهلكين في العالم.
ومن أهم الاختراعات الإلكترونية اليابانية:
- 1
اختراع الفيديو كاسيت 1969م
- 2
اختراع الووكمان في عام 1979م.
- 3
اختراع السي دي في عام 1980م.
- 4
اختراع DVD في عام 1995م.
إنَّ ما قامت به اليابان من إنجازات علمية وتقنية واقتصادية جعلها قدوةً ونموذجًا لمعظم دول شرق آسيا التي استطاعت تحقيق طفراتٍ اقتصادية وتقنية فيما بعدُ، فقد كان النموذج الياباني مصدر الإلهام لقادة شرق آسيا الذين أرادوا لبلادهم وشعوبهم مستقبلاً زاهرًا.


موقع قصة الإسلام


أكمل القراءة

مشاريع اسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم،،،



أثنى الله سبحانه على من يعمر مساجده فقال: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ. {التوبة:18}.
وإن من عمارة المساجد إقامتها، وترميمها وتعاهدها وصيانتها، ويدخل هذا الفعل أيضا في الصدقة الجارية، ولو كانت المشاركة بمبلغ قليل، ويدل على ذلك ما ورد في الحديث. فعَنْأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
ومن فضل الإنفاق على المساجد وتعميرها والمساهمة في استمرارها وبنائها ماورد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
قال السندي في شرحه لابن ماجه: وقَوْله: كَمَفْحَصِ قَطَاة. هُوَ مَوْضِعهَا الَّذِي تُخَيِّم فِيهِ وَتَبِيض لِأَنَّهَا تَفْحَص عَنْهُ التُّرَاب، وَهَذَا مَذْكُور لِإِفَادَةِ الْمُبَالَغَة فِي الصِّغَر وَإِلَّا فَأَقَلّ الْمَسْجِد أَنْ يَكُون مَوْضِعًا لِصَلَاةِ وَاحِدٍ. وَفِي الزَّوَائِد: إِسْنَاده صَحِيح وَرِجَاله ثِقَات. انتهى .
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وَحَمَلَ أَكْثَر الْعُلَمَاءِ ذَلِكَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، لِأَنَّ الْمَكَانَ الَّذِي تَفْحَصُ الْقَطَاة عَنْهُ لِتَضَع فِيهِ بَيْضَهَا وَتَرْقُد عَلَيْهِ لَا يَكْفِي مِقْدَاره لِلصَّلَاةِ فِيهِ... وَقِيلَ بَلْ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ, وَالْمَعْنَى أَنْ يَزِيدَ فِي مَسْجِدٍ قَدْرًا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ تَكُونُ تِلْكَ الزِّيَادَة هَذَا الْقَدْر، أَوْ يَشْتَرِكُ جَمَاعَة فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ فَتَقَعُ حِصَّة كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ ذَلِكَ الْقَدْر. انتهى .

وفي الصحيحين أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنَّةِ.

  قال النووي في بيان عظمة هذا الثواب: يَحْتَمِل قَوْله: مِثْله، أَمْرَيْنِ: أَحَدهمَا: أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ : بَنَى اللَّه تَعَالَى لَهُ مِثْله فِي مُسَمَّى الْبَيْت, وَأَمَّا صِفَته فِي السَّعَة وَغَيْرهَا فَمَعْلُوم فَضْلهَا أَنَّهَا مِمَّا لَا عَيْن رَأَتْ وَلَا أُذُن سَمِعْت وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْب بَشَر . الثَّانِي أَنَّ مَعْنَاهُ : أَنَّ فَضْله عَلَى بُيُوت الْجَنَّة كَفَضْلِ الْمَسْجِد عَلَى بُيُوت الدُّنْيَا. انتهى .






..............................................................................



...................................................................................









........................................................................................





http://miyazakimosque.blogspot.jp/p/donate.html 


............................................................................................................






......................................................................







أكمل القراءة

حي إسلامي في قلب طوكيو

بسم الله الرحمن الرحيم،،،،



عند الخروج من محطة شين أوكوبو لخط يامانوتي والمشي لبضع خطوات قليلة يمكنك أن تجد ”الحي الإسلامي“ وهو ليس حيا كاملا بمعنى الكلمة بل تجمع لبعض المحلات التي تبيع السلع الحلال للمسلمين الذين يقيمون في اليابان من كافة الجنسيات والعرقيات المختلفة. وتبيع تلك المحلات اللحوم والدجاج الحلال وفقا للشريعة الإسلامية وهي منتجات غالبيتها مستوردة من خارج اليابان لذا تباع مجمدة. كما تبيع أيضا مكونات الطعام والبهارات والأرز البسمتي وغيرها من المنتجات التي تجد رواجا بين الجالية المسلمة باختلاف خلفياتها الثقافية. كذلك يوجد بنفس الحي مصلى صغير للصلاة.
أصحاب تلك المحلات والمطاعم والعمال أيضا من الهند، بنغلاديش، ومينامار (بورما) وغيرها. ويوجد بينهم من يعيش في اليابان منذ ٢٠ عاما ويتحدث اليابانية بشكل جيد، ومنهم من جاء منذ عدة شهور والتحق بالعمل بأحد تلك المحلات، لكن في النهاية يربط بينهم جميعاً وحدة الدين.
ويقصد المسلمون هذا الحي للتسوق وتناول الطعام الحلال الذي لا يزال غير منتشر بشكل واسع في اليابان بشكل عام، حيث يمكنهم أن يقضوا نهاية الأسبوع في هذا الحي المميز بوسط طوكيو وشراء ما يحتاجون إليه من سلع ومنتجات حلال بسهولة ويسر.




يقع المصلى في الدور الرابع بأحد مباني الحي والذي تشرف عليه الجالية المسلمة بالمنطقة



موقع اليابان

أكمل القراءة

لماذا لا يؤمن اليابانيون بأي دين ؟ (1)

بسم الله الرحمن الرحيم ،،




نَشَرَ عالم الأديان السيد ”أما توشيمارو“ كتاباً من تأليفه تحت عنوان ”لماذا لا يؤمن اليابانيون بأي دين“ وكان ذلك في عام ١٩٩٦ وقد أثار ذلك موجة من ردود الفعل لدرجة أنه ترجم إلى اللغتين الكورية والإنكليزية. ووفقاً لهذا الكتاب فإن السبب في قولنا بأن اليابانيين ”لا يؤمنون بدين“ يرجع لمقارنتا ذلك بالأديان المعروفة التي لها مؤسس مثل السيد المسيح في المسيحية وبوذا في البوذية والنبي محمد في الإسلام. أما الأديان الأخرى غير السماوية مثل الشنتوية والهندوسية فليس لها مؤسس معروف اضافة الى بعض المعتقدات الشعبية التي لا يعرف لها أيّ مؤسس على الإطلاق. وقد تأثرت الأديان اليابانية بشكل كبير بتلك الأديان، فقد دخلت البوذية اليابان في القرن السادس وكان الدين الأكثر تأثيراً حتى منتصف القرن التاسع عشر. ومازالت البوذية تظهر في جوانب كثيرة وشتى في الحياة اليومية اليابانية حيث يقيم معظم اليابانيين شعائر جنائزهم على الطريقة البوذية والتي تظهر في طقوس أداء الصلوات أمام المقابر من كل عام وغيرها.
وخلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر تأثرت الأديان اليابانية بشكلٍ كبير بالمسيحية. وبالرغم من التأثير الثقافي الكبير للمسيحية من خلال المدارس وغيرها من أشكال التأثير فانّ عدد المسيحيين من اليابانيين لا يتعدى ١٪ فقط من تعداد السكان البالغ عدده ١٢٨مليون نسمة. وهنالك بعض الاستثناءات ففي الشنتوية حيث قامت احدى المزارعات من محافظة ”نارا“ وتُدعى ”ناكاياما ميكي“ بإقامة ديانة جديدة سُميّت ”تنريكيو” وذلك في منتصف القرن التاسع عشر. وكان معظم الأديان الجديدة متأثراً بشكل او بآخر بالشنتوية أو البوذية أو بالاثنين معاً. سيما وان الشنتوية كانت حتى منتصف القرن التاسع عشر جزءً لا يتجزأ من البوذية كما كان تأثير البوذية كبيراً جداً أيضاً.
ويرى السيد ”أما توشيمارو“ في كتابه أننا ربما نستطيع رؤية بعضاً من تأثير الأديان التي لها مؤسس لكن القاعدة الكبرى التي ترتكز عليها العقائد في اليابان هي الأديان الطبيعية. حيث يؤمن اليابانيون بآلهة الأرض وغيرها وانما دون أي طقوس عبادة معينة. وهكذا فان كلمة ”لا دين“ هُنا يمكن أن يعني مفهوم الشنتو بالمعنى الواسع أو مفاهيم المعتقدات الشعبية بشكل عام. ففي البداية كان هناك تأثيراً للأديان الطبيعية وأتبَعَ ذلك تأثراً من الأديان التي لها مؤسس لكنها لم تترسخ في المجتمع الياباني.
وكان السبب يرجع الى عدم وجود ألفة وتَقَبّل تجاه الأديان التي لها مؤسس. مما دفع بإجابة اليابانيين- عندما يسألون عن الإيمان بدين ما – بأن تكون عبارة ”لا أدين لهم“. ولعل هذه هي النقطة الرئيسية في كتاب ”لماذا لا يؤمن اليابانيون بدين“ تأليف ”أما توشيمارو“ المذكور اعلاه. والذي نشر هذا الكتاب خلال ١٩٩٦. لكن سبق ذلك بعامٍ واحد أي ١٩٩٥ كانت هناك حوادث كارثية اقدمت عليها طائفة دينية ذات طقوس معينة وتٌعرف باسم (اوم شين ري كيو) حيث جذبت اليها شباباً في العشرينات وعدداً من طلبة الجامعات والدراسات العليا اضافة لُنخبة مميزة من الأطباء ومصممي الرسوم المتحركة –غرافيك – وممن آثر المشاركة قي اللقاءات لمجرد التَعّبد وربما عدم إيمان اليابانيين بأي دين كان سبباً كبيراً من دخول الكثير من طلاب ممن يتخصصون في العلوم الطبيعية.
ويشرح السيد ”أما توشيمارو“ وجود ”الأديان الطبيعية“ فيقول أنه ليس بالضرورة أن تكون الأديان الطبيعية آتيةً من الماضي البعيد حيث أن تلك الأديان ظهرت منذ ظهور الانسان البدائي ثم تطور شكلها وأضيف إليها حكم سامية ثم ظهرت كأديان لها مؤسس وتأسست حضارات العالم على أساس من تلك الأديان. ويمكننا القول بأن الشنتو دينُ قريبٌ من الأديان الطبيعية. وقبل أن تثير (اوم شين ري كيو) جدلاً في وسائل الإعلام في الثمانينيات كان مصطلح ”المذهب الروحاني“ مصطلحاً رائجاً في اليابان. فالشنتو ترتبط بالفكر القومي في اليابان كما أنها تستبعد الأجانب. ولكن إذا تم التعبير عن الشنتو في شكل روحاني فسيكون الانطباع تجاهها مختلفاً تماماً. فالشنتو دين موجود قبل أن يكون هناك دولة يابانية وهذا ما يصدقه معظم اليابانيين ولكم من وجهة نظر علماء الأديان فإن هذا التفكير ليس إلا مجرد طريقة حتى يريح اليابانيون المعاصر ون أنفسهم في العصر الحالي من التفكير بعمق في تلك القضية.
اليابانيون و”أشباه الأديان“
كما ذكرنا سابقاً عند التحدث عن الأديان في اليابان نستطيع رسم صورة لليابانيين بأنهم ”لا يؤمنون بدين معين“ أو ”دين طبيعي“ . من جانب آخر، تجدر بنا الإشارة إلى أن اليابانيين بالرغم من أن ”الأديان“ شيء غير مألوف بالنسبة لهم إلا أنهم يتآلفون مع ”أشباه الأديان“. وعلى سبيل المثال الكونفوشية. فاليابانيون يهتمون جداً بآداب السلوك وينحنون بأدب وإجلال إلى أي شخص وهو من تأثير الكونفوشية.
بالإضافة إلى ذلك، اليابانيون يستخدمون الأسلوب المؤدب عند التحدث مع الآخرين فالتلاميذ والطلاب في جميع المراحل الدراسية يتكلمون بالأسلوب المؤدب وصيغة الاحترام مع كل من يكبرهم في السن. هذا أيضاً سمة من سمات الكونفوشية وهي اعطاء ”الأولوية للكبير“. واحترام الموتى أيضاً من سمات الكونفوشية وقد ذكرنا من قبل أنها من البوذية ولكن في الواقع هناك تأثيراً من الكونفوشية أيضاً. والسؤال بان الكونفوشية تعتبر ديناً أم لا يتوقف على كيفية تعريف الدين ولكننا نستطيع رؤية جوانب دينية في الكونفوشية مثل تقديس ”السماء“ و ”الحياة“ واحترام وتمجيد الأسلاف والأجداد. حيث تستعمل في شرق آسيا كلمة ”طريق“ أو ”تعاليم“ مقابل كلمة ”دين“ في الثقافة الغربية. وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر كانت تعاليم البوذية والشنتوية تدلُ على أنها ”طريق“ يرشد الناس في حياتهم.

ولعل أكبر مثال على أن الكونفوشية ”شبه دين“ هي أنها اختفت من المجتمع الواقعي بعد إصلاحات عصر ميجي. وهناك العديد من الأمثلة على ”أشباه الأديان“. فعلى سبيل المثال عمل المانغا ”vagabond“ (تأليف إينو تاكي هيكو والصادر من دار كودان شا ) تم نشر ٣٦ مجلداً حتى أكتوبر/ تشرين الاول من عام ٢٠١٣. والتي بُدأ بنشرها كسلسلة عام ١٩٩٨. وقد وصلت مبيعات هذه السلسلة نحوَ ٦٠ مليون نسخة أو أكثر في اليابان. وتدور القصة حول احد فرسان الساموراي خلال القرنين ١٦-١٧، وبَطَلٌها ”مياموتو موساشي“ وهو شخص بارع في القتال بالسيف ويقال إنه الشخص الذي ألف كتاب ”البوشيدو“. كما ان العمل الأصلي هو رواية نشرها يوشي كاوا إيجي بتسلسل في صحيفة عام ١٩٣٥ ثم أصبحت بعد ذلك فيلماً باسم ”مياموتو موساشي“ حاز على شعبية كبيرة.



                                                                                                                                                                                                               موقع اليابان 
أكمل القراءة