الشيخ نعمة الله مع المغني الأمريكي في هيروشيما

بسم الله الرحمن الرحيم ،،،





كتبت لنا في المركز الإسلامي سيدة يابانية قائلةً: إني من مدينة توتوري (Tottori) على الساحل الياباني الغربي المشرف على بحر اليابان المقابل لكوريا الذي يفصل بين كوريا واليابان ، وإني متطوعة لتدريس اللغة اليابانية للطلبة المسلمين في جامعة توتوري ، وأريد أن ترسلوا لي كتباً عن الإسلام باللغة اليابانية . فتذاكرنا في المركز وقررنا أن نرسل وفد إلى توتوري مكون من إبراهيم أوكوبو (OKUBO)(ياباني) ، الشيخ نعمة الله ، وصالح السامرائي لإدخال السيدة اليابانية في الإسلام ، حيث أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وأنزل الكتب ، ونعلم الطلبة المسلمين الدعوة على طريقة الشيخ نعمة الله لينشروا الإسلام في المنطقة . وبعد أن حسبنا تكاليف الرحلة ، نقل وإقامة ، وجدنا أنها تكلف 1000 دولار تقريباً ، وحيث أن إمكانية المركز في ذلك الحين ضعيفة فقد صرفنا النظر عن الذهاب ، وإكتفينا بإرسال الكتب . إلا أن الشيخ نعمة الله إتخذ موقفاً آخر ، فقرر الذهاب مع المرحومة زوجته إلى توتوري ، وقام بإيصالهما من مدينة إلى أخرى المتطوعون الباكستانيون العاملون في مختلف المدن . وبدلاً من أن يزور الشيخ نعمة الله توتوري فقط زار خمسة مدن وخطط لإقامة خمسة مساجد، وانتهى به المطاف إلى هيروشيما .
وفي هيروشيما أخذه طالب للدكتوراه في جامعتها وهو من تركستان الشرقية التي تحت الصين ، أخذه إلى الحديقة ) Park ( الموجودة في موقع قنبلة هيروشيما . لمح الشيخ نعمة الله رجل غربياً جالساً على كرسي طويل (كنب) ، وبالنسبة إلى نعمة الله ، فإن هذا الأجنبي صيد . جلس بجانب هذا الأجنبي وقال له: ((You Speak English? (هل تعرف اللغة الإنجليزية ؟ ) قال له: Yes) ) (نعم) ، سأله الشيخ: (ما بلدك ؟) (Your Country? ) أجاب الأجنبي: ( America ) (أمريكا) . وهنا قال نعمة الله: Iam Turk, America Turkey friends ) ( (انا تركي، أمريكا وتركيا أصدقاء ) ، هنا أزال الحاجز النفسي بينه وبين هذا الأمريكي. سأله نعمة الله(Your Work? ) (ما عملك؟) أجاب الأمريكي: ( Musician) فهمها نعمة الله (مغني) ، فقال له أنا كذلك مغني (I also same) ، فقال الامريكي أرني غناءك . فبدأ الشيخ نعمة الله يتغنى بصوت مرتفع وجميل (لا إله الا الله محمد رسول الله ) – يقول الشيخ: ألا تحدثونا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: تغنوا بالقرآن - ، وهنا أشار الامريكي الى حنجرته وقال Very Good , Very Good)) .
قال الشيخ نعمة الله: مادام (Good Very) أنت ترنم مثلي بهذا الغناء. فبدأ الأمريكي بصوته الجميل يردد (لا اله الا الله محمد رسول الله) فقال له الشيخ: أنت الآن اصبحت مسلماً ولهذا أقدم لك (Present) (هدية) Islam Name) ) (إسم إسلامي ) "محمد" ، وأعطاه الكرت الذي فيه معنى كلمة التوحيد بتسع لغات ، ويحتوي على عنوان المركز الإسلامي في اليابان . فرح الأمريكي وقال إني ذاهب الى طوكيو ليوم واحد ، واذا وجدت متسع من الوقت أزورك في المركز (Teach me Islam) (لتعلمني الاسلام) ، واذا لم يكن عندي متسع من الوقت فأنا راجع إلى أمريكا ، وعندي أصدقاء مسلمون سأطلب منهم أن يعلمونني الإسلام وافترقا .
الدعوة سهلة ، كل مسلم يستطيع أن يقوم بها بكل بساطة ، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((بلغوا عني ولو آية )) رواه البخاري ، والشيخ نعمة الله يقول : لو كل مسلم قام بالدعوة فإن أهل الأرض كلهم سيدخلون الإسلام خلال سنتين .
ملاحظة وإستطراد:
توتوري هي المدينة الوحيدة التي تنتشر على ضفاف البحر فيها مساحات واسعة من الرمال التي تجرفها أمواج البحر ، فهي صحراء اليابان ، ويستفيد اليابانيون من هذه الصحراء بزراعتها بنوع من البصل صغير الحجم والذي يستعمله اليابانيون من جملة مخللاتهم (طرشي) ، وهذه الصحراء في توتوري تنتج 80% من إحتياجات اليابانيين من هذا البصل . إن زراعة البصل تتم على سطح هذه الصحراء ، والري والتغذية تتم عن طريق الرشاشات ، كما إن الأمطار التي تهطل تقريباً على مدار السنة تزود المزروعات بالماء ، ولقد زرت هذه المنطقة أكثر من مرة .


منقول بتصرف من 
د.صالح السامرائي 
أكمل القراءة

العيد في اليابان

بسم الله الرحمن الرحيم،،،


 (مظاهرالعيد من مسجد طوكيو)











(مسجد جمعية شيزوكا)








 
(مسجد التوحيد بموريوكا) 












(مسجد يوكوهاما)











(مسجد كوماموتو)


















(مسجد توكوشيما) 






(العيد في غيوتوكو ، تشيبا)




يتبع 
أكمل القراءة

رمضان في اليابان (مشاهدات)

بسم الله الرحمن الرحيم،،،



على الرغم من أن الزائر إلى اليابان يشعر لأول وهلة أن هذه البلاد التي يُحْرَمُ أبناؤها من الإسلام , أو التمسك بعقيدة سماوية, لا يمكن أن تقام فيها قائمةٌ لهذا الدين, ما دام سكانها على هذه الحالة من السجود لأصنام "بوذا" الشهيرة, وعبادتهم إياها, إلا أن المفاجأة الكبرى التي سَرْعَان ما يكتشفها الزائر لليابان, أنّ هناك حضورًا إسلاميًّا لافتًا في اليابان, وأنّ من بين ما يحتفلون به شهرَ رمضان المبارك, الذي يتميز بخصوصية كبرى في هذه البلاد, ويقدره على السواء المسلمون، وغيرهم من اليابانيين.

موضع التقدير يأتي من أن اليابانيين لا يضطهدون أصحاب الديانات, ولا يقفون موقف المتعصب ضد أصحاب الأديان الأخرى , وخاصة الدين الإسلامي, والذي يعتبرون سلوكياته متوافقةً مع سلوكياتهم, التي تتسم بالطابع الشرقي.

ومن هنا يجد كثير من المسلمين , سواء كانوا من جنسيات يابانية , أو غيرها , أنّ الشهر الفضيل فرصة كبيرة لِعَرْض الإسلامِ بأهدافه وسلوكياته ومعاملاته, وتقديمه إلى الشعب الياباني, خاصةً وأنَّهُم تَوَّاقُونَ لمعرفة الإسلام , والاطلاع على عاداته وتقاليده.

استقبال رمضان

وغالبًا ما يقوم المسلمون في اليابان باستطلاع الشهر الكريم, من خلال الصعود لأعلى عمارات اليابان لرؤية الهلال، وإن غُمَّ عليهم اضطروا إلى اتباع أقرب بلد إسلامي إليهم, وهى ماليزيا, التي تقوم سفارتها باليابان بالإعلان عن أول يوم من رمضان.

كما يقوم المركز الإسلامي في طوكيو - الذي يظل مفتوحًا طَوَال اليوم- بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين في شتى أنحاء اليابان حول الهلال، ومواقيت الصلاة، والصوم، ويصدر تقويمًا بهذه المناسبة يتضمن أوقات الصلاة، والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار في رمضان، ويوزع على الملتقيات، والمساجد، والمصليات، والتجمعات الإسلامية المختلفة في أنحاء اليابان.

ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى, كما يتم توزيع قوائم أخرى بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، ويعاد تعديلها دوريًّا.

وعادةً ما ينظم المركز الإسلامي في طوكيو مائدة للإفطار كل يوم, لمن يرغب في الالتقاء والتجمع من المسلمين باليابان, وكذلك إعداد وجبة السحور، بينما يكون غالب الحضور من أبناء الجاليات المسلمة التي تعيش في اليابان, بالإضافة إلى حرص أبناء الجاليات العربية والإسلامية, على تنظيم موائد إفطار وسحور خاص بها .

 كما يقوم المركز الإسلامي بطوكيو بتنظيم دَرْسَيْنِ يوميًّا بعد صلاة العصر, وبعد صلاة التراويح, ويقوم المركز بالاستعانة بعدد من الدعاة المُبْتَعَثِين من قِبَلِ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, بالإضافةِ إلى حرص المركز على تنظيم حلقات لتحفيظ القران الكريم.

ويحرص اليابانيون من غير المسلمين على الحديث دائمًا عن الإسلام للزائرين لبلادهم, وخاصة شهر رمضان, وجوانب الإعجاز فيه, خاصةً فيما يتعلق بالصحة العامة, وفوائد الصوم عند المسلمين, انطلاقًا من اعتنائهم الشديد بالصحة, وبكل ما يمكن أن يساهم في الاهتمام بها والمحافظة عليها.

 فضلًا عن ذلك , فإن اليابانيين يعرفون مواعيد إفطار المسلمين في رمضان, ومنهم من يُقَلِّد المسلمين في صومه نفس عدد ساعات صيام المسلمين، والإفطار في نفس توقيت إفطارهم, بل ومحاكاة المسلمين في السجود إلى الأرض, طمعًا في تقليد المسلمين, وهو ما يشعرهم بعد ذلك براحة نفسية كبيرة-كما يعبرون هم عن ذلك-  عندما يتركون جباههم في الأرض, والمكوث على هذه الحالة لبعض الوقت!

مظاهر رمضانية

وعلى الرغم من قلة المساجد والمراكز الإسلامية في اليابان, فإن هذا العدد القليل, يحرص على أن يكون له حضوره وفعاليته, خلال أيام الشهر المبارك؛ حيث تحرص المساجد في رمضان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.

ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان, تنظيم موائد للإفطار الجماعي, بغرض زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب، وتكون هذه الموائد بديلًا عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى، بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.

ويرجع ذلك إلى أن المسلمين في اليابان, يختلف حالهم عن أحوال غيرهم من المسلمين في دول الغرب أو الشرق؛ حيث إن الرابطة الجامعة بينهم تكاد تكون أقل من تجمع المسلمين في الدول الأخرى , حتى ولو كانوا أقلية في هذا البلاد .

ولا يعني ذلك وجود صعوبات يمكن أن تواجه المسلمين, ولكن المشكلة الأكبر هي في بنية المجتمع الإسلامي الصغير بداخل هذا المجتمع الياباني الكبير, الذي يُعْرَف عنه التقدير للانضباط والنظام بشكل كبير.

وعلى الرغم من ذلك يجد الزائر لليابان أن المسلمين لا يتعرفون على بعضهم البعض, إلا أثناء تأدية الصلوات, وخاصة صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم, وذلك لانهماك اليابانيين الشديد في العمل؛ حيث يصل الحد الأدنى لعدد ساعات العمل يوميا 12 ساعة, من السابعة صباحًا، وقد تمتد إلى منتصف الليل!!

وتبدأ مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل عادةً قبل حلوله بفترة؛ حيث يقوم المركز الإسلامي بتوزيع قوائم بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال, فضلًا عن تكثيف توزيع نتائج أوقات الصلوات, وموعد صلاة العيد, وبعض الأحكام الفقهية الخاصة بالصوم وصلاة العيد, وذلك باللغة اليابانية.

وفي هذه البلاد يُشَكِّل المهاجرون غالبيةَ المجتمع الإسلامي, القليل الأفراد, وإن كان هناك مسلمون يابانيون، إلا أنَّ هناك دورًا واجبًا على البلاد العربية والإسلامية بتكثيف جهودها للدعوة في هذه البلاد, ونشر المدارس والمراكز الإسلامية باليابان.

ويعتبر حلول شهر رمضان فُرْصَةً كبيرة لتعزيز التقارب بين المسلمين بعضهم البعض, من أجل ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تُذَكِّرُهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها, وذلك في مشهدٍ يراه اليابانيون للتعرف على الإسلام, في ظل توقهم إلى هذا الدين السماوي, بعد افتقادهم للجانب العقيدي, في عاداتهم وتقاليدهم الدنيوية.

انتشار الإسلام

وحسب المراقبين المتابعين لانتشار الإسلام في اليابان, فإن مستقبل الإسلام في اليابان يبشر بالخير الكثير؛ حيث تقدر أعداد اليابانيين الذين يعتنقون الإسلام في اليوم الواحد من 5 إلى 50 يابانيًّا، كما أنّ الإعلام الياباني يتيح الفرص للمسلمين من أجل الرد على أية اتهاماتٍ تُوَجَّهُ للإسلام، وتوضيح موقف الإسلام في العديد من القضايا التي يثيرها الغرب ضد الدين الحنيف.

والملموس من اليابانيين حِرْصُهم على أداء فريضة الحج أو العمرة, والاهتمام باستقبال شهر رمضان المبارك؛ ليكون فرصة للالتقاء، وطوال الشهر المبارك تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين، من أهل البلاد أو الزائرين؛ لكي يتعرفوا على الإسلام.

وفي اليابان يحظى المقرئون الراحلون الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير في أوساط المسلمين اليابانيين، في الوقت الذي يتم فيه (خلال الشهر الكريم) جمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي.

أما صلاة العيد في اليابان فيتم الترويج لها عادةً في العشر الأواخر من الشهر المبارك ؛ حيث كانت تقام في المساجد والمصليات فقط، لكن في الفترة الأخيرة بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية, الأمر الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة، كما يساعد هذا المشهد على نَشْرِ الدين بين اليابانيين، وتعريفهم به، حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم، وهذا يشير إلى الحرية الممنوحة للمسلمين في اليابان.

ويبقى أن نعرف أن عدد اليابانيين يتجاوز 130 مليونا و422 ألف نسمة، يعيشون على مساحة تقدر بنحو 277 ألف 800 كيلو متر مربع، وتتكون اليابان من العديد من الجزر أشهرها جزر "هونتشو" و"هوكايدو" و"كيوشو"، أما أهم المدن فهي العاصمة "طوكيو" ومدن "كواساكي" و"هيروشيما" و"ناجازاكي"، ويدين أغلب السكان بإحدى ديانات شرق آسيا، وهي "الشنتو" وإن كان هناك البوذيون أيضا بكثرة في المجتمع الياباني.

وقد دخل الإسلام اليابان منذ حوالي 100 عام عن طريق التجار وبعض المسلمين من اليابانيين الأصليين، الذين أسلموا خارج بلادهم، وعادوا إليها ناشرين دعوة الله تعالى، ويبلغ عدد اليابانيين المسلمين حوالي 100 ألف ياباني، أما المسلمون غير اليابانيين من المقيمين في البلاد فيبلغ عددهم حوالي 300 ألف مسلم.


الإسلام اليوم
أكمل القراءة