بسم الله الرحمن الرحيم،،،
في بداية عصر النهضة اليابانية ويدعى
"عصر ميجي ""MEIJI
والذي
بدأ عام (1868م) كانت دولتان وحيدتان في آسيا هما
اللتان تتمتعان بالاستقلال وهما
العثمانية واليابانية وكلاهما تواجهان
ضغوطاً من الدول الغربية , فحرص
الجانبان على إقامة علاقات ودية بينهما وتم تبادل الزيارات، وانزعجت روسيا من ازدياد
قوة اليابان في الشرق الأقصى فلجأت بعد انتصار اليابان على الصين الى طلب العون من
ألمانيا وفرنسا .
أما اليابان فلم تجد
بداً من الخطر الروسي إلا بالتحالف مع إنجلترا والسعي الى إقامة علاقات وثيقه مع
الدول الآسيوية وعلى رأسها دولة الخلافه العثمانيه،ومن جهة أخرى رأى الخليفة عبدالحميد
الثاني أن سياسته في التضامن الإسلامي تستدعي إنشاء علاقات وثيقة بالعالم الشرقي.
يقول عبدالحميد الثاني
في مذكراته :( إن روسيا عدوة الدولتين منذ القدم فيجب أن ننظر بعين الجد للمصالح
التي تجرها لنا الإتفاقيات بيننا وبين اليابان ) .
كان أول إتصال رسمي
بين الخلافه العثمانيه واليابان عام (1871م) حيث قام فوكوتشي جينشيرو أحد المسؤلين
الكبار في وزارة الخارجية اليابانيه بزيارة اسطنبول حيث كان من ضمن الوفد الياباني
إلى أوروبا ، وبعد إجراء الإتصالات والدراسات ذكر فوكوتشي جينشيرو في تقريره
الرسمي عن كثافة البضائع التركية في الأسواق الأوربية وكان الخليفة عبد الحميد
الثاني يتتبع أخبار التقدم الياباني السريع ويبحث عن وسائل الاستفادة من الخبرة
اليابانية لتطبيقها في تطوير بلاده وفي تلك الفترة كان فوكوتشي قد زار تركيا و أجرى أبحاثه فيها وبعد هذه الزيارة بسبعة أعوام وفي
عام 1878م قدمت السفينة الحربية اليابانية سيئيكي إلى اسطنبول ضمن جولتها
التعليمية في أوروبا وكانت قد توقفت في طريقها عند مضيق قلعة جنا انتظارا للإذن
بالمرور بعد توسط السفارة الإنجليزية سمح لها بإذن خاص من الخليفة العثماني فدخلت
وألقت مراسيلها في خليج القرن الذهبي ومن ثم وجد الخليفة عبد الحميد الثاني زيارة
هذه السفينة فرصة لإقامة علاقات مع الإمبراطور الياباني فدعا قائد السفينة وثلاثة
من الضباط إلى قصر يلدز وقلدهم الأوسمة و النياشين....